صدرت الإرادة الملكية السامية، بتشكيل مجلس الأعيان، وتعيين مجموعة كريمة من الذوات برئاسة فيصل الفايز والذي يعتبر عميد مجلس الأمة ولدوره الشخصي بصمات واضحة في المسيرة البرلمانية والسياسة الداخلية والأردنية والمساهمة الطيبة في توطيد العلاقات الأردنية والعربية والدولية.
تأتي التشكيلة الجديدة لمجلس الأعيان بهدف رفد المجلس بخبرات من مختلف القطاعات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لدعم مشاريع التحديث الشامل للدولة الأردنية، حيث تُظهر التشكيلة الجديدة تمثيلا فاعلا لنخب اجتماعية فاعلة في المجتمع الأردن.
ضمت التشكيلة الجديدة تمثيلا مناسبا للعديد من الشخصيات السياسية والتي شغلت العديد من المناصب العامة وإدارة شؤون الدولة الأردنية على مر سنوات العطاء والتشريع والممارسة الديموقراطية والإشراف على مسيرة التنمية والتحديث، ولهذا يمكن النظر من القراءة للتشكيلة الجديدة على أنها تعكس إرادة الدولة للمضي قدما في تنفيذ مشروع التحديث السياسي، الهادف إلى تعزيز المشاركة في صنع القرار والوصول إلى أحزاب برامجية فاعلة تمثل المجتمع الأردني، وقيادة مضمون التحديث المنشود من خلال التشريعات الناظمة والإجراءات التمهيدية لذلك في ال?راحل السياسية القادمة، ولعل من مطالع الأسماء ذات الخبرة السياسية يلحظ ذلك بوضوح.
هذا من جانب، ومن جانب آخر وفي المجال الاقتصادي، تشير التشكيلة الجديدة الى أنه تم رفد المجلس بخبرات اقتصادية لدعم رؤية التحديث الاقتصادية، وكذلك بخبرات قانونية وإدارية لها سمعتها ودرايتها في القطاعين العام والخاص وتجربتها الطويلة وفي القطاعات ذات الاختصاص.
تضم تشكيلة مجموعة من الذوات الأردنية والتي كان حضورها في المجالات الوطنية وبشكل إيجابي، ولعل التكريم المناسب لها من خلال التشكيلة الجديدة يشير أيضا إلى مجموعة من الإشارات الهامة من خلال النخبة المميزة ومن المجالات الإعلامية والصحية والتربوية والمجالات الأخرى ذات الصلة الوثيقة بالوطن والمواطن.
شهدت التشكيلة الجديدة للمجلس زيادة في تمثيل المرأة، والتي تم اختيارها على أسس الكفاءة والمهنية، وهذا يعكس حرص الدولة على دور المرأة وتعزيز مكانتها ودورها في مختلف القطاعات والمؤسسات، وتعزيز رؤية التحديث من خلال التمثيل المناسب ليس في مجلس الأعيان وحسب، ولكن في مجالات العطاء المنوعة وكسب التأييد وصنع الفرق في المستويات كافة.
مجموعة من الأسماء الوطنية كان لها طموح لدخول مجلس الأعيان والمساهمة في المسيرة الدستورية، ولعل تشكيلة مجلس الأعيان تضم فرصا أخرى لدخول معترك الحياة السياسية من خلال مجلس الملك، وتقديم خبراتها المتراكمة في شؤون الدولة.
المرحلة السياسية القادمة سوف تشهد تسجيل وترخيص الأحزاب السياسية وفق القانون، للمساهمة في تشكيل الحكومات والمشاركة السياسية الفاعلة ولضمان الحيوية في الجهاز الحكومي، سواء من خلال مجلس النواب في دوراته المتعاقبة ومجلس الأمة وتجديد الثقة الملكية السامية بالأعضاء السابقين والجدد.
القيادات الشابة وتلك المخضرمة سمة من سمات التشكيلة الجديدة لمجلس الأعيان، وتشكل مع كل مرة يتم فيها حل المجلس السابق، طموحا سياسيا لرموز الدولة في تعزيز المسيرة الدستورية ومهنية واقتدار.
مجموعة من أصحاب الدولة والمعالي والسعادة، حظيت بثقة سيد البلاد، والرجاء والأمل معقود لمساهمتها في دفع المسيرة إلى مراتب متقدمة من التمكين السياسي والنهضة الدستورية واستكمال التشريعات وفق متطلبات التحديث ورؤية الدولة الأردنية الاستشرافية للمستقبل الواعد.
التشكيلة الجديدة لمجلس الأعيان عبارة عن مشروع وطني إيجابي، يضم الخبرات الوطنية المنوعة وفي المجالات والاختصاصات، نتمنى لها التوفيق والسداد لخدمة الوطن والمواطن في كنف سيد البلاد المفدى.
[email protected]